محاضرة للبنات

محاضرة لبنات الجامعة بالبويرة
قل هذه سبيلي

هذا درس ألقيته منذ سنوات بالإقامة الجامعية للبنات بالبويرة

تمهيد: بعد التحية والسلام والشكر لمن دعانا وشرّفنا وللقائمين على تسيّير شؤون الإقامة استسمحكنّ أخواتي الطالبات باقتطاع جزء من وقتكنّ لنتناصح ونتذاكر، فأنا أتفهم أيتها الطالبات المحترمات كان من المقرر الآن أن ترتحن من عناء النهار في الدراسة (...فإن لعينك عليك حقا وإن لجسدك عليك حقا)1 . وقد يشفع لنا بقية الحديث (... و إنّ لضيفك عليك حقا وإن لصديقك عليك حقا) فنحن ضيوفكنّ فهل تبخلنّ علينا بساعة في سبيل الله ؟ قال الإمام أحمد [ إذا كانت الجنة حق فلما الراحة؟] وأيضا لما قيل للشيخ حسن البنا هلاّ ارتحت قليلا من عناء العمل فقال(راحتي في تعبي وسعادتي في دعوتي ) ولعل هذا الذي تمثله الآية الكريمة التي اخترتجزءً منها لأضعه عنوانا لكلمتي هذه . { قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (108) }2
بناتي الفضليات استسمحكن بهذا السؤال الذي قد يبدو غريبا أو من البديهيات لماذا أنتنّ هنا؟
ولماذا فلانة وفلانة ليست هنا ؟
فبالإجابة عن سؤال لماذا؟ تكونين قد حددّت الغاية والهدف.
فماذا نريد من هذا اللقاء ؟
1/ نريد أن نزداد إيمانا واطمئنانا قال تعالى : { أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ } [الرعد: 28] 3
وكان الصحابة حينما يلتقون مع بعضهم بعضا يقول الواحد منهم لأخيه [ تعالى نؤمن ساعة]
2 / لنضاعف من حسناتنا ونمحو سيئاتنا فيغفر لنا
3 /لنزداد علما( وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا)4
قد يقول قائل ما دليلك على هذا ؟ فأقول الحديث المتفق عليه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَعَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (إِنَّ لِلَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مَلَائِكَةً سَيَّارَةً فُضُلًا يَتَتَبَّعُونَ مَجَالِسَ الذِّكْرِ فَإِذَا وَجَدُوا مَجْلِسًا فِيهِ ذِكْرٌ قَعَدُوا مَعَهُمْ وَحَفَّ بَعْضُهُمْ بَعْضًا بِأَجْنِحَتِهِمْ حَتَّى يَمْلَئُوا مَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَإِذَا تَفَرَّقُوا عَرَجُوا وَصَعِدُوا إِلَى السَّمَاءِ قَالَ فَيَسْأَلُهُمْ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَهُوَ أَعْلَمُ بِهِمْ مِنْ أَيْنَ جِئْتُمْ فَيَقُولُونَ جِئْنَا مِنْ عِنْدِ عِبَادٍ لَكَ فِي الْأَرْضِ يُسَبِّحُونَكَ وَيُكَبِّرُونَكَ وَيُهَلِّلُونَكَ وَيَحْمَدُونَكَ وَيَسْأَلُونَكَ قَالَ وَمَاذَا يَسْأَلُونِي قَالُوا يَسْأَلُونَكَ جَنَّتَكَ قَالَ وَهَلْ رَأَوْا جَنَّتِي قَالُوا لَا أَيْ رَبِّ قَالَ فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْا جَنَّتِي قَالُوا وَيَسْتَجِيرُونَكَ قَالَ وَمِمَّ يَسْتَجِيرُونَنِي قَالُوا مِنْ نَارِكَ يَا رَبِّ قَالَ وَهَلْ رَأَوْا نَارِي قَالُوا لَا قَالَ فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْا نَارِي قَالُوا وَيَسْتَغْفِرُونَكَ قَالَ فَيَقُولُ قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ فَأَعْطَيْتُهُمْ مَا سَأَلُوا وَأَجَرْتُهُمْ مِمَّا اسْتَجَارُوا قَالَ فَيَقُولُونَ رَبِّ فِيهِمْ فُلَانٌ عَبْدٌ خَطَّاءٌ إِنَّمَا مَرَّ فَجَلَسَ مَعَهُمْ قَالَ فَيَقُولُ وَلَهُ غَفَرْتُ هُمْ الْقَوْمُ لَا يَشْقَى بِهِمْ جَلِيسُهُمْ ) مسلم / فضل مجالس الذكر(5)

أختاه هل لك رسالة في هذه الحياة ورؤية معلومة وخطة مدروسة في المرحلة الجامعية أم أنت كما قال الشاعر التائه أبو ماضي في طلاسمه
جئت لست أدري من أين أتيت*
أبصرت طريقي قدامي فمشيت
فالإنسان خليفة الله في الأرض{ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً }6
فلم يخلق الإنسان في هذه الدنياعبثا أو سدى{ أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلَهَ إِلا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ } [المؤمنون:115، 116(7)

فالأسئلة الخالدةالتي حار فيها الكثير من البشر قديما وحديثا من أين ولماذا وإلى أين ؟
جوابها واضح في ذهن المسلم الرسالي، الإجابة من كتاب الله الكريم
(إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ) [البقرة:155، 156 ( { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ } [الذاريات:56]. (9)
فرسالتك أختاه الأساسية في الحياة إرضاء الله وإسعاد نفسك والآخرين،
لذا لا بد من وضوح مفهوم الرسالة والرؤية والتخطيط في ذهنك.
فالرسالة [mission ] أي ما تودّ السّير عليه في الحياةكأن تقول مثلا رسالتي عبادة الله فهي شيء عام وطريق دائم ( واعبُد ربّك حتّى يأتيكَ اليَقين )[10]
أما الرؤية [vision ] هي النتيجة النهائية التي تسعى للوصول إليهافالرؤية تشمل الأهداف والأهداف على ثلاث مراتب قريبة ومتوسطة المدى وبعيدة المدى. لهذا كان لزاما على المسلم الذي عرف ربه وتيقّن من مهمته في هذه الدنيا أن يعمل بجدّ لابفوضوية وارتجالية ،من خلال تخطيط دقيق
وهذا الذي يندرج في الأخذ بالأسباب بعدالتوكل على الله .
مفهوم التخطيط: التخطيط عملية جمع للمعلومات وافتراض توقعات في المستقبل من أجل صياغة نشاطات لازمة لتحقيق الهدف وقيل التخطيط هو تحديد أهدافواضحة ووضع خطة محكمة وتسخير وسائل ممكنة للوصل إلى الأهداف المنشودة. إذا من لايفكر كيف يخطط لحياته عاش تائها وضيّع أغلى أوقاته وفوّت فرصا لاتعوّض وربما خسر دنياه وآخرته.
قيل إذا فشلت في التخطيط فقدخططت للفشل، فالفشل نتيجة عدم التخطيط والدراسات العلمية الغربية تؤكد هذا .
أهمية التخطيط: التخطيط هو تفكير وأخذ بالأسباب بعد التوكل على الله[11] وقدتجلّى أهميته في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الهجرة فما هي أهميته باختصار؟
1 / وضوح الرؤية وتحديد الأهداف
2 /حسن استغلال الوقت فالوقت هو الحياة كماقال الشيخ حسن البنا وقيل [ من علامات المقت إضاعة الوقت ] وقبل هذا وذاك قالحبيبنا صلى الله عليه وسلم ( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ )12
ويوم القيامة يوم العرض الأكبر يقوم الناس لربّ العالمين قال الحبيب

( لا تزول قدما ابن آدم يوم القيامة من عند ربه حتى يسأل عن خمس: عن عمره فيما أفناه ؟ وعن شبابه فيما أبلاه ؟وماله من أين اكتسبه ؟ وفيما أنفقه ؟ وماذا عمل فيما علم ][13].[ 946 ( السلسة الصحيحة )
قال ابن الجوزي كتبت بأصبعي هاتين ألفين مجلد وتاب على يديّ مائة ألف وأسلم على يديّ عشرون ألف يهودي ونصراني . ومكث الإمام الطبري يكتب مدة 40 سنة بمعدل 40ورقة يوميا ما يعادل 584ألف ورقة .
3 / ترتيب الأولويات فيقدم الأهم على المهم ولعل أحسن من كتب في هذا حسب علمي العلامة القرضاوي في كتابه القيّم ( فقه الأولويات)
4/ شحذالعقل على التفكير والإبداع والإتقان
5 / جلب أكبر قدر من المنافع ودفع أكبر قدرمن المفاسد
سؤال عاجل / أين أنت الآن ؟ أين تقفين ؟ هل قيمتي نفسك بصراحة وموضوعية فتبيّن لك وضعك الإيماني والعلمي والنفسي والصحي و الاجتماعي؟
بعدهاحددي طموحاتك وأهدافك ، بل خذي ورقة أو كراس وسجّلي عليه كل أحلامك التي تريدين تحقيقها في المستقبل، سجّلي أي حلم لا تلغي شيئا الآن ولا تستبعدي حلما فالأمر كله بيد الله فهو على كل شيء قدير وكلمة جميلة قالها الإمام البنا ( أحلام الأمس حقائق اليوم وأحلام اليوم حقائق الغد)
ألم تكوني تحلمين في المرحلة الثانوية بالجامعة ؟ هاأنت الآن فيها وتحلمين الآن بأن تتخرجي أو تتوظفي أو تتزوجي فتجبي... بعد كتابة الأحلام أعيدي صياغتها وترتيبها مراعية فقه الأولويات ،واسمحي لي مرة أخرى لأوضح أمرا أكثر
ما الفرق بين الرسالة والرؤية؟
الرؤيــــــــــة
1ـ هدف محدد نسعى للوصول إليه
مثال: مدير،فبمجرد أن تصل تنتهي الرؤية
1ـ الرسالة غير محددة بهدف
[أن أُعلم الناسأمور دينهم ]
فلا تنتهي هذه الرسالة [ المهمة] حتى الممات
2ـ الرؤيةنتيجة
2ـ الرسالة اتجاه
3ـ الرؤية تحسب وتعد
3ـ الرسالة تحس وتشعر
4ـالرؤيــة متعلقة بالنجاح
أختاه تذكري أن أصحاب الأهداف الطموحة تبدو أهدافهملآخرين قبل تحقيقها ضرب من الخيال
أختاه إن لم يكن لك قبل اليوم خطة فلا تتسامحيمع نفسك الأمارة بالسوء بعد اليوم ، خططي حتى وإن لم تنفذي فذلك أفضل من عدمالتفكير والتخطيط
بعض الأباء يعاقب ابنه الذي يفكر ويخطئ بينما الذي لم يفكرولم يعمل لا يلام ولا يعاتب ؟ والحديث يقول ( إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فلهأجران فإذا اجتهد فأخطأ فله أجر[14]]....
حدّدي أهدافا ما دمت طالبة في الجامعةوقسّمي الأهداف إلى مراحل ثلاث وكل هدف عام له أهداف إجرائية مثلا قررت قراءة كتابفقه السيرة للغزالي رحمه الله فهذا هدف عام أما لمّا تحددي اليوم و الساعة فهذهأهداف إجرائية
التخطيط الدراسي: أختاه اعلمي بل تيقني أن دراستك عبادة وتخصصك لايقل أهمية عن أي عبادة فهو من الفروض الكفائية فاستشعري حديث المصطفى صلى ا للهعليه وسلم
(مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَبْتَغِي فِيهِ عِلْمًا سَلَكَ اللَّهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ وَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا رِضَاءً لِطَالِبِ الْعِلْمِ وَإِنَّ الْعَالِمَ لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ حَتَّى الْحِيتَانُ فِي الْمَاءِ وَفَضْلُ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ عَلَى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ إِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ إِنَّ الْأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا إِنَّمَا وَرَّثُوا الْعِلْمَ فَمَنْ أَخَذَ بِهِ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ) الترمذي(15)
فاتقني دراستك وتجنبي الغش فيهافهو خيانة والله لا يحب الخائنين [16] والنبي تبرأ من ممن غشالمسلمين فقال ( مَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا) مسلم وابن ماجة [17]
حددّي أوقات المذاكرة والمراجعة والبحث بدقة ولا تفرطي في هذهالحصة مهما كان الأمر وأعدّي بدائل لها في حالات تحصل لك أحيانا. قسمي وقت المراجعةالفردية ووقت المراجعة الجماعية.
التخطيط الديني : أي وضع خطة للتفقه في الدينوتبليغ رسالة رب العلمين للناس أجمعين.
1/ القرآن الكريم :هو أعظم ذكر قالتعالى: [ ألا بذكر الله تطمئن القلوب ][18]
• أ / تلاوة : بكل حرف 10 حسنات ،حددي وقت التلاوة اليومية قبل العشاء مثلا أو بعد الصبح ولو لدقائق معدودة.
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (أَحَبُّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى أَدْوَمُهَا وَإِنْ قَلَّ) مسلم
• ب/ الحفظ: مرحلة الجامعة لا تعوض وهيالأنسب للحفظ فضعي برنامجا يومي لحفظ ثلاث آيات على الأقل
فسوف تحفظين في عام 15 حزبا من البقرة إلى الأنعام ففي أربعة سنوات ستنهي القرآن بإذن الله. فإن اكتفيتبآية واحدة كلّ يوم لكان ذلك كافيا لحفظ 15 حزبا أثناء المرحلة الجامعية .
ج / الذكر:حددي أوقاتا لذكر الله بعد الصلاة أوقبلها.. و وصيغ الذكر متعددة لكن أفضلها [ لاإله إلا الله][20] فبذكر الله تحي القلوب فهي بمثابة الطاقة وقوة الطاقة تتفاوتقال تعالى ( فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ)
قال موسى عليه السلام [ياربكيف أشكرك ؟ قال له ربّه: تذكرني فلا تنساني فإذا نسيتني فقد كفرتني]
د/الاستغفار: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(مَا مِنْ رَجُلٍ يُذْنِبُ ذَنْبًا ثُمَّ يَقُومُ فَيَتَطَهَّرُ ثُمَّ يُصَلِّي ثُمَّ يَسْتَغْفِرُ اللَّهَ إِلَّا غَفَرَ اللَّهُ لَهُ ثُمَّ قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ{ وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ }ت [22]

فينبغي عليك يوميا ـ خصوصاـ قبل النوم أن تستغفري ربك على تقصيركوليكن استغفار من الأعماق وإلا عدّ من النفاق قالت العابدة الزاهدة رابعة العدوية[ استغفارنا يحتاج إلى استغفار] :
قال الشيطان لله وعزتك يا رب، لا أبرح أغْوِي عبادك ما دامت أرواحهم في أجسادهم. فقال الرب: وعزتي وجلالي، لا أزال أغفر لهم ما استغفروني) .
قال الحاكم في المستدرك4/261: صحيح الإسناد ولم يخرجاه كما رواه أحمد في المسند[22]
2/ الصلاة: هي عمود الدين وهي أول ما يحاسب عنهالمرء يوم القيامة فاحرصي على أداء صلاة صحيحة وفي أوقاتها ما استطعت احرصي علىالصلاة جماعة ولو اثنان ولا تفرطي في النوافل فهي السبيل لنيل محبة الله من جهة وتبه تجبرين النقص الذي يحدث في الفريضة سهوا او جهلا فقد فقال :
(...وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ) خ

3/التفقه في الدين: قال تعالى قل هل يستوي الذينيعلمون والذين لا يعلمون ) [24]وقال رسول الله: صلى الله عليه وسلم [ من يرد اللهبه خيرا يفقهه في الدين ] [25].
فالمدارسة الثنائية أو الجماعية مرغوب فيهالأنها تعاون على البر والتقوى وهي تتوقف على نوعية الصديق إذْ الصاحب ساحب وحديثالجليس الصالح والجليس السوء معروف لديكم
اخترن كتابا في كل فنّ يكون مبسطابأسلوب عصري
أ / العقيدة: مثل كتاب [ الإيمان أركانه وحقيقته ونواقضه] لمحمدنعيم ياسين. مع الإطلاع على رسالة [العقائد] للشيخ حسن البنا . أو كتاب'' توحيدالخالق'' للشيخ عبد المجيد الزنداني فهو ذو مضمون شرعي بأسلوب علمي .
ب / الفقه : لعل أحسن وأشهر كتاب نال القبول والاستحسان في العالم الإسلامي مدة تفوق نصفالقرن هو فقه السنة لسيد سابق
ج /السيرة : (الرحيق المختوم) للمبار كفوري أو كتاب (فقه السيرة) للغزالي أو البوطي .
د /الأخلاق : قال الحبيب :عن جابر رضي اللهعنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
{ إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسايوم القيامة أحاسنكم أخلاقا } [26] فكتاب مثل مختصر منهاج القاصدين للمقدسي فهومفيد وبعده مثلا [تهذيب مدارج السالكين ]لابن الجوزية وقد هذبه الشيخ عبد المنعمصالح العلي العزي [ الراشد ]
ر/الوعي : نريد جيلا واعيا بزمانه مدركا لواقعهمتفطنا لمكائد أعدائه يخطط لمستقبله ولعل أحسن من يكتب في هذا الفن الشيخان الغزاليوالقرضاوي وكذلك كتابات د.محمد عمارة وسيد قطب رحمه وفهمي هويدي د. سليم العوا وعبد الله النفيسي وعوض القرني وسلمان العودة....بالإضافة إلى متابعة الحصص الهادفة في قناة الجزيرة وكذا ما يبث في قنواتالمجد والرسالة والناس والرحمة وإقرأ والشارقة....
أختاه لاتندمي على مافات واعزمي علىما هو آت .عن أبي يعلى شداد بن أوس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال(الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت ، والعاجز من اتبع نفسه هواها وتمنى علىالله الأماني) [27 ]
أرجو من الله أن أكون قد حفزتكن على التفكير الذي يعتبرفريضة شرعية وضرورة حياتية في وضع الخطط النافعة في الدنيا والآخرة آمين

الأستاذ بلقاسمي الجزائري